الدكتو- الزين بن عثمان -الجزائر Zine Ben Othmane -ALZIR

اللغة العربية في الماضي و الحاضر و المستقبل

مكانة العرب و العجم اللغة العربية عند

يرى علماء اللسانيات أن العربية اسم مشتق من الإعراب عن الشيء ( وربما العكس)، أي الإفصاح عنه، وهكذا فالعربية تعني من حيث الاشتقاق لغة الفصاحة. فاللغة العربية هي أكبر فرع من فروع اللغات السامية المتفرعة من مجموعة اللغات الإفريقية الآسيوية وتشبه إلى حد كبير، من ناحية البنية والمفردات وغيرها، لغات سامية أخرى كالآرامية والعبرية والأمهرية. يُعتبر معجم العربية الفصحى ثروة لفظية ضخمة لا يعادلها أي معجم سامي آخر، ففي معجم إبن منظور (لسان العرب) الذي تمّ تأليفه في القرن الثالث عشر للميلاد ما يزيد عن ثمانين ألف مادة، كما انها أصبحت عونًا لعلماء الساميات في إجراء المقارنات اللغوية أو قراءة النصوص السامية القديمة كنصوص الآثار الأكادية والفينيقية والأوغاريتية وحتى نصوص التوراة العبرية. يتحدث العربية أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم العالم العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كإيران وتركيا وتشاد ومالي والسنغال. فهي لغة رسمية في كل دول العالم العربي إضافة إلى: السنغال، مالي، تشاد، إرتريا. وقد اعتمدت العربية كإحدى لغات منظمة الأمم المتحدة الرسمية الست ويتمّ الاحتفال باليوم العالمي للغةِ العربيّة في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. عدد حروف اللغة العربيّة ثمانية وعشرون حرفاً مكتوباً، ويرى عددٌ من اللغويين بأنه يجب إضافة (حرف الهمزة) إلى قائمة حروف اللغة ليصبح عددها تسعة وعشرين حرفاً، وتكتب اللغة العربيّة من الجهة اليمنى إلى اليسرى كاللغتين العبريّة والفارسيّة، على عكس العديد من اللغات حول العالم.

للغة العربية مكانة كبيرة في قلوب أبنائها و كل من ذاق حلاوة بيانها و طلاوة بديعها من عرب و من عجم، كما أضفى عليها الإسلام رونقا وجمال بلاغة القرآن الكريم. يقول السيد إيهاب علي السيد علي السيوفي: „… وهي لسان الفهم ووعاء العلم، وحلقة الوصل التي تربط بين ماضينا الغالي وحاضرنا المزهر ومستقبلنا المشرق، ولقد خص الله تعالى العربية فجعلها لغة الرسالة الخاتمة، لما فيها من مكنون الفصاحة والبيان والبلاغة، قال تعالى:( وهذا لسان عربي مبين). وذلك لأن اللغة العربية أفصح اللغات، وأجلاها، وأحلاها، وأعلاها، وأبينها، وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات“. [1]

كما يقول أخر: „من المعلوم والواضح أنّ اللغة العربيّة ثرية جدًّا، بل هي أثرى لغة عُرفت في الأرض، الشيء الواحد له أكثر من اسم في هذه اللغة العظيمة: فالعسل له ثمانون اسمًا، والثعلب له مائتا اسمٍ، والأسد له خمسمائة اسمٍ، والسيف له ألف اسمٍ. و إذا أردت أن تصف أحدًا بأنه داهية فلديك عدة أسماء يمكنك أن تسميه به. كما أن الكلمة الواحدة وبنفس ضبطها، قد يكون لها معانٍ كثيرة لا تحصى.“

لذلك حظيت اللغة العربية بعدة أسماء و مسميات و من أشهرها:

أ. „لغة الضاد“.

تميزت اللغة العربية بحرف الضاد عن سائر اللغات. يقول أحد المختصين في وصفها و إيضاح هذه التسمية: „لغة الضاد“ هو الاسم الذي يُطلقه العرب على لغتهم، فالضاد حرف يختص به العرب، ولا يوجد في كلام العجم إلا في القليل… غير أن الضاد المقصودة هنا ليست الضاد المعروفة والمستخدمة اليوم في دول مثل جمهورية مصر العربية، وهي دال مفخمة، وهي التي لا تُستحسن قراءة القرآن أو الشعر العربي بها، أما الضاد العربية القديمة فهي صوتٌ آخر مزيجٌ بين الظاء واللام، واندمج هذا الصوت مع الظاء في الجزيرة العربية. و لأن الظاء هي ذال مفخمة، أي أنها حرف ما – بين – أسناني، فقد تحولت بدورها في الحواضر إلى دال مفخمة كتحول الثاء إلى تاء والذال إلى دال، وصارت هذه الدال المفخمة هي الضاد الحديثة. فالدال المفخمة ليست خاصة بالعربية، بل هي في الواقع موجودة في لغات كثيرة. وهي ليست الضاد الأصلية التي كان يعنيها المتنبي وابن منظور صاحب لسان العرب وغيرهم.“

يقول الشاعر:

لغة إذا وقعت على أسماعنا      كانت لنا بردا على الأكباد

ستظـل رابطة تؤلف بيننا        فهي الرجاء لناطق بالضـــاد

ب. „لغة القرآن“.

 أنزل الله تعالى القرآن الكريم بلغة الضاد و بما أنه أنزل بها، فقد أُطلق اسم القرآن عليها و شرفها و أكرمها به. يقول الله تعالى ذكره: „إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون“ (سورة يوسف، الاية 2).

يقول ابن كثير في تفسيره هذه الأية: „وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس; فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان، فكمل من كل الوجوه..“.

أما الطبري فيقول في تفسير ها: “ قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: إنا أنـزلنا هذا الكتاب المبين، قرآنًا عربيًّا على العرب، لأن لسانهم وكلامهم عربي ، فأنـزلنا هذا الكتاب بلسانهم ليعقلوه ويفقهوا منه ، وذلك قوله: (لعلكم تعقلون)“.

أما في تفسير الجلالين فجاء هذا الكلام: „{إنا أنزلناه قرآنا عربيا} بلغة العرب {لعلكم} يا أهل مكة {تعقلون} تفقهون معانيه“.

من جهته يرى القرطبي في تفسيرها ما يلي: „قوله تعالى { إنا أنزلناه قرآنا عربيا} يجوز أن يكون المعنى : إنا أنزلنا القرآن عربيا؛ نصب { قرآنا} على الحال؛ أي مجموعا. و { عربيا} نعت لقوله { قرآنا} . ويجوز أن يكون توطئة للحال، كما تقول : مررت بزيد رجلا صالحا، و { عربيا} على الحال، أي يقرأ بلغتكم يا معشر العرب، أعرب بين، ومنه (الثيب تعرب عن نفسها). { لعلكم تعقلون} أي لكي تعلموا معانيه، وتفهموا ما فيه. وبعض العرب يأتي بأن مع [لعل] تشبيها بعسى. واللام في [لعل] زائدة للتوكيد؛ كما قال الشاعر : يا أبتا علَّك أو عساكا وقيل { لعلكم تعقلون} أي لتكونوا على رجاء من تدبره؛ فيعود معنى الشك إليهم لا إلى الكتاب، ولا إلى الله عز وجل. وقيل : معنى { أنزلناه} أي أنزلنا خبر يوسف، قال النحاس : وهذا أشبه بالمعنى؛ لأنه يروى أن اليهود قالوا : سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر؟ وعن خبر يوسف؛ فأنزل الله عز وجل هذا بمكة موافقا لما في التوراة، وفيه زيادة ليست عندهم. فكان هذا للنبي صلى الله عليه وسلم – إذ أخبرهم ولم يكن يقرأ كتابا قط ولا هو في موضع كتاب – بمنزلة إحياء عيسى عليه السلام الميت على ما يأتي فيه“.

نلاحظ أن كل التفاسير السابقة تنبع من مشكاة واحدة و تصب في بوتقة واحدة، فنجدها تجل و تكبر قيمة اللغة العربية و مكانتها في النص الديني و البشري. يقول السيد ايهاب علي السيد علي السيوفي: „… أضف إلى ذلك أن خصائص اللغة العربية و قابلياتها الحيوية و مرونة تعبيراتها و سعتها و ما إليها من مميزات من حيث الاشتقاق الصرفي، و الايجاز، و الخصائص الصوتية، و إمكانية تعريب الألفاظ الواردة ، تجعل إختيارها لغة للقرآن الكريم هو الخيار الصحيح.“ [1]

و لقد أعز الله اللغة العربية و شرفها بالإسلام، فهي ليست لغة القرآن فحسب، بل جعلت شرطا أساسيا في فهم و تفسير معانيه، فلا يفسر القرآن إلا عالم باللغة العربية، ملم بأسرارها، ضليع بخباياها. بقول عصام زيدان: „ومنعوا غير العالم بالعربية المتقن لها من القول في الشريعة، قال الشاطبي: «فعلى الناظر في الشريعة والمتكلم فيها أصولاً وفروعاً… أن لا يتكلم في شيء من ذلك حتى يكون عربياً أو كالعربي في كونه عارفاً بلسان العرب، بالغاً فيه مبالغ العرب.“ [3]

ج. „لغة الحديث“.

الحديث الشريف هو كل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير، أو صِفة خُلْقيّة أو خَلْقيّة.

يجمع النقاد و النحويون أن محمد بن عبد الله هو خير من نطق بلغة الضاد، فقد أوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه، فهو القائل: „أنا أفصح العرب بَيْد أني من قريش“ (أخرجه الطبراني عن أبي سعيد الخدري).

و يعد كلام النبي عليه الصلاة والسلام أفصح كلام بعد القرآن الكريم إطلاقاً. يقول راغب السرجاني: „وكانت كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا باللغة العربيّة، وآتاه الله عز وجل جوامع الكلم، فكان يقول الحديث من الكلمات القليلة جدًّا، فإذا به يحوي أحكامًا لا تنتهي، فهي لغة عجيبة جدًّا.“ [2]

و يقول عصام زيدان: „فقد أعطي صلى الله عليه وسلم  «فواتح الكلم» «أي البلاغة والفصاحة والتوصل إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات التي أغلقت على غيره… (وجوامعه) التي جمعها الله فيه فكان كلامه جامعاً كالقرآن في كونه جامعاً فإنه خلقه، (وخواتمه) أي خواتم الكلام يعني حسن الوقف ورعاية الفواصل فكان يبدأ كلامه بأعذب لفظ وأجزله وأفصحه وأوضحه ويختمه بما يشوق السامع إلى الإقبال على الاستماع مثله والحرص عليه.“ [3]

أما القاضي عياض فيقول: «وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل والموضع الذي لا يجهل؛ سلاسةَ طبع وبراعةَ منزع وإيجازَ مقطع ونصاعةَ لفظ وجزالةَ قول وصحةَ معانٍ وقلةَ تكلُّف، أوتي جوامع الكلم، وخص ببدائع الحكم، وعلم ألسنة العرب، فكان يخاطب كل أمة منها بلسانها ويحاورها بلغتها ويباريها في منزع بلاغتها»

إذن شرفت اللغة العربية بالقرآن و حديث خير الأنام، محمد عليه الصلاة و السلام. قال عصام زيدان: „لذا فإن فهم السنة النبوية وإدراك كنهها ومراميها يحتاج – كما أسلفنا القول في القرآن – إلى تبحر وسعة علم باللغة العربية، وهو شرف وتكريم يضاف إلى ما سبق من تكريم وتشريف لهذه اللغة.“ [3]

فضلا عن مكانة اللغة العربية في المصدرين التشريعيين للاسلام: القرآن الكريم و السنة الشريفة، إلا أن اللغة العربية، ومع مرور الوقت، أصبحت لغة الشعائر لعدد كبير من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، مثل كنائس الروم الأرثوذكس، والروم الكاثوليك، والسريان، كما كتبت بها كثير من الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.

ح. „لغة المعلقات“.

المُعلّقات هي عبارة عن قصائد تعود للعصر الجاهلي يبلغ عددها سبعة أو ثمان ويقول البعض بأنها عشرة، وهناك أسماء عدّة للمُعلّقات مثل السموط وهو الخيط الذي يجمع حبّات العقد مع بعضها البعض، وسُميّت أيضاً بالمذهبّات لانها كانت تكتب بماء الذهب، كما سميّت أيضاً بالمنتقيات والطوال والمشهورات، وتمتاز المُعلّقات بطولها وفصاحة ألفاظها وكثرة معانيها وتنوعّها، كما أنّ للمُعلّقات قيمة أدبية كبيرة جداً وذلك لأنّها تصوّر الحياة في العصر الجاهلي بما تحتويه من البيئة والنّاس والعادات وغيرها، ويعتبر شعراء المُعلّقات من أهم وأشهر شعراء العصر الجاهلي، و هم: امرؤ القيس و طرفة بن العبد و زهير بن أبي سلمى و لبيد بن ربيعة العامري و عمرو بن كلثوم و عنترة بن شداد والحارث بن حلزة.

يقول راغب السرجاني: „اللغة في ألسنتهم سهلة لينة طيعة، والشعر عندهم أمره عجيب، فالمعلقات الهائلة كانت تعلق في الكعبة، وهم يقولون الشعر في كل الظروف؛ في الفرح والحزن، في الحرب والسلم، حتى قبل الموت والسيوف على الرقاب يقولون الشعر، والمعارضة بالشعر فنٌّ أصيل لديهم، يقول الواحد منهم بيتًا، فيرد عليه آخر فورًا ببيت على نفس الوزن ونفس القافية، وفي نفس المعنى.“ [2]

خ. „لغة المتنبي“.

إذا كان الانجليز يلقبون لغتهم بلغة شكسبير و الفرنسيون ينسبون لغتهم لموليير و الاسبان لسيرفونتيس و الألمان لغوته و الروس لبوشكين و الأوكران لشيفشينكو، فان العرب تنسب لغتها للمتنبي.

أبو الطيب المتنبي هو أحمدُ بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي المولد، ولد سنة 303 هـ، نسب الى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة لا لانتماء لهم. عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب وكان أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، و أعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. قال الشعر صبياً. فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات. اشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً.

أفضل شعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. فهو صاحب الأمثال السائرة و الحكم البالغة والمعاني المبتكرة. لكن شعره لا يقوم على التكلف والصنعة، لتفجر أحاسيسه وامتلاكه ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة. ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدأ فيها وكأنه يودعه الدنيا..

قال المتنبي في وصف اللغة العربية:

لا تلمني في هواها

أنا لا أهوى سواها

لست وحدي أفتديها

كلنا اليوم فداها

نزلت في كل نفس

وتمشّت في دماها

فبِها الأم تغنّت

وبها الوالد فاها

وبها الفن تجلى

وبها العلمُ تباهى

كلما مرّ زمان

زادها مدحا وجاها

لغة الأجداد هذي

رفع الله لواها

فأعيدوا يا بنيها

نهضة تحيي رجاها

لم يمت شعب تفانى

في هواها واصطفاها

د. „لغة حاج صالح“

عبد الرحمن حاج صالح هو باحث و أكاديمي جزائري مختص في اللسانيات العربية، اشتهر بنشر مشروعه اللغوي „الذخيرة العربية“. ولد في 8 يوليو 1927 في مدينة وهران غرب الجزائر وتوفي في 5 مارس 2017 في مدينة الجزائر.

درس عبد الرحمن حاج صالح في المدارس الجزائرية خلال الاحتلال الفرنسي، بينما كان في نفس الوقت يأخذ دروسًا في اللغة العربية في إحدى المدارس المجانية التي أنشأتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. اختار دراسة الطب، وفي عام 1954 ذهب إلى مصر لدراسة تخصص جراحة المخ والأعصاب، وفي ذلك الوقت زار جامع الأزهر وحضر العديد من دروس اللغة العربية ، مما جعله يغوص فيها.

بعد مغادرة مصر، التحق بجامعة بوردو في فرنسا، ثم سافر إلى المغرب، حيث درس اللسانيات في كلية فقه اللغة بجامعة الرباط وحصل على دبلوم في العلوم السياسية من كلية الحقوق، كما درس الرياضيات في كلية العلوم بالرباط. في عام 1968، أصبح أستاذًا زائرًا في الجامعة الأمريكية بفلوريدا، وفي عام 1979 حصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية واللسانيات من جامعة السوربون في فرنسا.

عين رئيس قسم اللغة العربية وقسم اللسانيات في جامعة الجزائر عام 1964، وانتخب عميدا لكلية الآداب و اللغات حتى عام 1968. ثم كرس حياته للدراسة والبحث في مجال اللسانيات، حيث أسس الماجستير في علوم اللغة في عام 1980، قبل أن يتم تعيينه كعضو مناظر أو مراسل في أكاديمية اللغة العربية في القاهرة، ثم تم انتخابه كعضو نشط في عام 2003. وقبل ذلك، تم تعيينه عضوا في كل من أكاديمية دمشق (1978) وأكاديمية بغداد (1980) وأكاديمية عمان (1984) للغة العربية، و كان عضوا في العديد من المجالس العلمية الدولية.

في عام 2000، تم تعيين حاج صالح رئيسًا لمجمع اللغة العربية بالجزائر بالإضافة إلى عمله كأستاذ وباحث في جامعة الجزائر، كما ترأس اللجنة الوطنية لإصلاح النظام التعليمي في الجزائر وقاد المشروع اللغوي „الذخيرة العربية“.

حصل عبد الرحمن حاج صالح على العديد من الجوائز، بما في ذلك الحائز على جائزة الملك فيصل للأدب الشهيرة في العالم العربي في عام 2010، تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في تحليل نظرية قواعد الخليل أو نظرية الخليل وعلاقتها بالحداثة. دراسات لغوية ودفاعه عن أصالة قواعد اللغة العربية وجهوده البارزة في حركة التعريب.

عبد الرحمن حاج صالح هو مؤلف ومؤلف مشارك للعديد من الكتب حول علوم اللغة العربية واللغويات العامة، بما في ذلك قاموس في اللسانيات، ودراسات في اللسانيات، والسمع اللغوي عند العرب (الاستماع اللغوي عند العرب) ومفهوم البلاغة، اللسانيات العربية واللسانيات العامة (باللغة الفرنسية في مجلدين) و نظرية الخليل الحديثة؛ مفاهيمها الأساسية ومنطق العرب في اللسانيات.

مشروع عبد الرحمن حاج صالح اللغوي “ الذخيرة العربية“

كما ذكر أعلاه ، اشتهر عبد الرحمن الحاج صالح بمشروعه اللغوي „الذخيرة العربية “ ، والذي أسسه بفضل بحثه في برمجة الكمبيوتر وكان أول لغوي عربي دعا لهذا المشروع، كما كان الأول، الذي دعا إلى إنشاء جوجل عربي. دعا الحاج صالح إلى التعددية اللغوية في الإنسان ، معتقدًا أن الشخص الأحادي اللغة فقير ومعوق.

ونتيجة لذلك، قاد عبد الرحمن حاج صالح المشروع اللغوي „الذخيرة العربية“ ، وهو مشروع عربي تشرف عليه منظمة عربية للتربية والثقافة والعلوم. هدفها هو إنشاء بنك إلكتروني للغة العربية (النشطة) المستخدمة بالفعل وإنشاء قاموس إلكتروني يتم تمثيل العربية فيه بكلمات لها ما يعادلها باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

تم تقديمه لأول مرة إلى المجلس التنفيذي من قبل منظمة عربية للتربية والثقافة والعلوم في ديسمبر 1988 ، ووافق أعضاؤه على اعتماده. ثم في مايو 1991، نظمت جامعة الجزائر ، بالتعاون مع المنظمة، الندوة الأولى حول المشروع، والتي حضرها بعض ممثلي المنظمات العلمية العربية، للنظر في كيفية استكمال المشروع واتخاذ الإجراءات اللازمة للقيام بعمل مشترك. ووضعوا توصيات بشأن تنظيم العمل وأساليب المشاركة وإنشاء الهيئات المناسبة لأنشطة المتابعة. واتفقوا على الاجتماع مرة أخرى في الندوة الموسعة الثانية مع جميع ممثلي الدول العربية.

نشأ هذا المشروع من فكرة استخدام جهاز كمبيوتر (كمبيوتر) واستخدام سرعته الهائلة في معالجة البيانات وقدرته المذهلة على تخزين الملايين من هذه البيانات في ذاكرته من أجل إنشاء بنك بيانات آلي يحتوي على أهم المعلومات باللغة العربية. سيكون هذا البنك الآلي تحت تصرف أي باحث في أي مكان في العالم، ويمكنه أن يسأل الكمبيوتر عما يريد، وسوف يجيب عليه بسرعة الضوء.

وبالتالي ، فإن حالة اللغة العربية هي بنك آلي للنصوص القديمة والحديثة (من عصور ما قبل الإسلام وحتى يومنا هذا). وأهم ما يميزه هو أنه يمكن للباحث أن يحصل بسهولة على ما يريده وسرعته ومن ثم اكتمال المعلومات التي يمكن الحصول عليها، والأهم من ذلك يشمل الاستخدام الحقيقي للغة العربية على مر القرون وفي مختلف البلدان العربية.

العربية بين اللغة و اللسان

من المعلوم أن القرآن الكريم أشار في العديد من الآيات الى اللسان و لم يشر إلى اللغة قط. ” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ “{النحل: 1.2}، ” وَإنَّهُ لَتَنْزيلُ رَبِّ العَالَمِينَ {} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ{} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرينَ {} بِلِسَاٍن عَرَبِيٍّ مُبِينٍ” {الشعراء: 192-195}، ” وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسَى إمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِسانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ” {الأحقاف: 12}.

يقول في هذا الصدد د. وجيه فانوس: „لابد في هذا المجال من التفريق بين ما هو لسان عربي، من جهة، و ما هو لغة عربية، من جهة أخرى. فاللغة، أساسا، وفي المعاجم، من جذر (ل غ و), و „اللغو“ هو الكلام المتغير والمتبدل والذي لا يبقى على حال واحدة، أما اللسان، فهو النظام المبدئي أو المنهجي الذي تتمظهر به اللغة أو تتجلى. ولعلى من أبرز ما يشهد على هذا التوجه في التفريق التأسيسي بين ما هو „لغة “ وما هو „لسان“ أن النص القرآني، وهو عمدة الباحثين والدارسين في مجالات اللغة العربية ومرجعهم الأساس فيها، لا يذكر، على الإطلاق، لفظة أو تعبير „لغة عربية“، بل يذكر، وباستمرار، لفظة أو تعبير „لسان“ و“لسان عربي“. فالحكمة اللاهية ، كما يرد في النص القرآني، تقضي بأن يعتمد كل واحد من رسل الله „لسان“ قومه ( وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) ( سورة إبراهيم :4), فاللسان، إذا، هو أساس التواصل في الدعوة، والقرآن الكريم، الذي أرسل به إلي محمد (صلى الله عليه وسلم)، انزل عليه من لدن الله ( بلسان عربي مبين) (سورة الشعراء: 195),ويتكرر تأكيد هذا بتعريف الله تعالى للقرآن الكريم، إذ يقول (وهذا لسان عربي مبين) (سورة النحل: 103).“ [2، ص.97]

يرى المختصون ان اللسان ثابت و اللعة متغيرة. „لقد عرف اللسان العربي، بشهادة التاريخ ما توافق العرب أنفسهم على أنه „لغة قريش“، و „لغة مضر“ و „لغة حمير“ و “ لغة طيء“ ، وسوا ذالك من اللغات العربية الكثيرة و المتعددة بتعدد الناس وتنوع مناطقهم و أمزجة تعبيرهم و اذواقهم التنغيمية في التعبير و التواصل. ويمكن، تاليا، استخلاص أن ثمة لسانا عربيا تقوم عليه لغات عربية، ولأن هذا اللسان العربي هو أساس اللغة وعمادها، فهو تاليا مجال ثبات لا مجال تغير، و „اللغة“، ههنا، بحاجة إلى „لسان“ تنهض على أسسه. ولما كانت“ اللغة“ مجال تحول و“اللسان“ مجال ثبات، فلقد بات من الطبيعي بل من الضروري أن تشهد „اللغة“ تغيرات و تبدلات  بحكم طبيعة مسرح وجودها، في حين أن“اللسان“ يبقى ثابتاً لا يتغير ولا ينبغي له أن يتغير.“ [المرجع نفسه].

العربية بين الفصحى و العامية

من المعلوم أن تعدد اللهجات كان موجودًا عند العرب من أيام الجاهلية، حيث كانت هناك لهجة لكل قبيلة من القبائل. وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام. وقد كان التواصل بين أفراد القبيلة الواحدة يَتم بواسطة لهجتها الخاصة، أما عندما يَخطب شخص ما أو يَتحدث إلى أشخاص من قبائل أخرى فيستعمل حينها اللغة الواحدة المشتركة. وقد استمر الوضع هكذا بعد مجيء الإسلام. ويُرجح أن العامية الحديثة بدأت حين الفتوحات الإسلامية، حيث أن المسلمين الجدد في بلاد الأعاجم (والتي أصبح العديد منها اليوم من البلدان العربية) بدؤوا بتعلم العربية لكنهم – وبشكل طبيعي – لم يَستطيعوا تحدثها كما يتحدثها العرب بالضبط، وبالتالي فقد حرّفت قليلاً. وفي ذلك الوقت لم يَكن الفرق واضحاً كثيراً، لكن بالتدريج حرفت العربية وتغيرت صفاتها الصوتية وتركيب الجمل فيها إلخ.. حتى تحوّلت إلى اللهجات العامية الحديثة.

لا يوجد اختلاف بين التسميات الثلاثة الدارجة و العامية و المحكية، فهي مصطلحات تقابل في استعمالها مصطلح الفصحى. يقول علماء اللسانيات أن الثنائية اللغوية هو مصطلح يُطلق على تحدث أحد الشعوب لأكثر من لهجة (كالعامية والفصحى) في آن واحد. أما الازدواجية اللغوية فهي أن يتحدث شعب ما أكثر من لغة، وقد اختلف الباحثون بشأن تصنيف وضع العامية والفصحى في البلدان العربية كازدواجية لغوية أو ثنائية لغوية، فبعضهم يرى أنهما مختلفتان كثيراً وبعضهم يرى أن الفرق ليس جذرياً في النهاية وبالتالي يَجب ألا يُصنفا كلغتين منفصلتين (وبالتالي أن يُقال عن وضعهما „ازدواجية لغوية“).

يقول أكاديمي اللبناني د. وجيه فانوس: „… علما بأن هناك من الباحثين من يرى ازدواجية مقلقة تهدد أصالة العربية، هي ازدواجية مايعرف بالعربية „الفصحى“ والعربية „المحكية“ . فهناك من يميل إلى اعتبار العربية „المحكية“ عنصر تخريب على العربية „الفصحى“ وثم من يميل إلى رؤية اشتراك مابين „الفصحى“ و“المحكية“ يمكن من المزاوجة، ولكن غير المستحبة، بينهما. كما يذهب فريق آخر إلى تصور اختلاف جذري بين المحكية والفصحى… وهنا، لابد من التوضيح، ومن وجهة نظر مبنية على الملاحظة المستمرة للواقع المعيش للغة العربية، والمتابعة البحثية الدائمة لتاريخية هذه اللغة، وخلافا لما قد تذهب إليه  جمهرة كبرى من الناس، أن لا خوف، في المبدأ، على اللسان العربي، لا من الانقراض ولا من ضعف التواصل به أو التعبير به، ولا من تفاعلات هذه الثنائية بين „الفصحى“ و „المحكية“ على الإطلاق. ولعل أبرز دليل على هذا، و أشده وضوحا أن العرب، أو المعتمدين للعربية في التعبير و التواصل، ما برحوا يستخدمون هذا „اللسان“، بفصيحه ومحكيه، منذ آلاف السنين و عبر اختلاف الأمكنة و تعدد الثقافات و تباينها، من غير ما عجمة في مابينهم على الإطلاق.“ [2، ص.96].

لم يكتف أكاديمي اللبناني د. وجيه فانوس بالتحليل و الشرح فحسب، بل قدم حلولا و نظرة تفاؤلية لواقع و مصير اللغة العربية. „لعل في البحث عما يمكن اعتباره „العربية“ الأساسية المعاصرة ما قد يقود إلى حسن تعامل مع هذه القضية. و المقصود بالعربية الأساسية، هنا، هو تحديد الحد الأدنى الضروري الذي لا يمكن الاستغناء عنه من مقومات لغة قريش، اي العربية الفصحى بالمفهوم المعاصر لتشكل أساسا ثابتا في التعامل مع هذه اللغة. و بذا، يمكن للغة المتحركة تأمين الحد الأدنى العضوي في فعاليتها اللسانية. وبناء على النتائج المتوخاة من هذا الاقتراح، سيمكن للعربية الفصحى أن تظل متمسكة بالأسس اللسانية التي توفر إجماعا عربيا للتواصل معها،عبر الماضي والحاضر والمستقبل، وبشكل خاص عبر النص القرآني، وتكفل لها، في الوقت عينه، تلبية كل تحولاتها ضمن متغيرات البيئة الزمانية والمكانية والمزاجية لناسها.“ [المرجع نفسه، ص.98]

اللغة العربية بين التأثر و التأثير

لقد تأثرت اللغة العربية بلغات عديدة و أثرت بدورها في لغات عديدة. كتبت غادة الحلايقة: „كان لانتشار الدين الإسلامي تأثيراً مباشراً وغير مباشر في رفع شأن ومكانة اللغة العربيّة، حيث أصبحت لغة العلم والأدب والسياسة لأزمنةٍ طويلة في الديار التي حكمها المسلمون، بالإضافة لهذا فقد كان للغة العربيّة تأثيرٌ كبير على عددٍ من اللغات الأخرى على امتداد العالم الإسلامي كالفارسيّة، والتركيّة، والكرديّة، والأمازيغيّة، والماليزيّة، والأردويّة، والألبانيّة، والإندونيسيّة، وبعض من لغات جنوب إفريقيا كالسواحليّة والهاوسا والأمهريّة والتجريّة والصوماليّة، إضافةً لبعضٍ من اللغات الأوروبيّة وخاصةً البرتغاليّة، والإسبانيّة، والصقليّة، والمالطيّة، ويتمّ تدريسها بشكلٍ رسمي أواختياري في عددٍ من الدول الإفريقيّة والإسلاميّة المحاذية للبلاد العربيّة.“ [4]

ختاما، يقول د. وجيه فانوس: „وواقع الحال، أن „العربية“ مؤهلة لتكون لغة إنتاج معرفي , وقد سبق لها أن كانت كذلك في مراحل يحفظها لها التاريخ الإنساني باعتزاز وفخر . و“ العرب “ يكدون اليوم ليكون لهم نصيب مرموق في مجالات الإنتاج المعرفي، عبر انهماك كثير من بعثات التخصص العلمي في بحار ابحاث ما برحت تلفت إليها أنظار كثير من أهل الاختصاص. والعرب موجودون فعلا على اكثر من واحد من مفاصل الحياة المعاصرة، أكان هذا المفصل سياسيا أو اقتصاديا أو جغرافيا أو سوى ذلك، وهم قادرون ، بحكم هذا الوجود، على المشاركه الفعاله والإيجابية في الدفق الإنساني المعاصر لتلاقي الحضارات وتفاعلها الإيجابي في ما بينها عبر مجالات الحوار الثقافي. و „العربية“قادرة، بفاعلية ما فيها من „لسان“و“لغة“ ، إذا ما لاقت حسن انتباه ووعي رعاية وعمق بحث و دراسة وصدق رغبة في التطوير الإيجابي من ناسها وعلمائها والمتعاملين بها، من أن تكون هذه الأداة الإنسانية الفعالة في صناعة الحوار الثقافي في الزمن الراهن للعولمة .“ [5، ص. 98]

شعر حافظ ابراهيم عن لغة الضاد

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي

وناديتُ قومِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي

رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني

عَقِمتُ فلم أجزَع لقولِ عِداتي

وَلَدتُ ولمَّا لم أجِدْ لعرائسي

رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية

وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة

وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخترَعاتِ

أنا البحرُ في أحشائه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي

فيا وَيحَكُم أبلى وتَبلى مَحاسِني

ومنكم وإن عَزَّ الدّواءُ أساتِي

فلا تَكِلُوني للزّمانِ فإنّني

أخافُ عليكم أن تَحينَ وَفاتي

أرى لرِجالِ الغَربِ عِزّاً ومَنعَة

وكم عَزَّ أقوامٌ بعِزِّ لُغاتِ

أتَوا أهلَهُم بالمُعجِزاتِ تَفَنناً

فيا ليتَكُمْ تأتونَ بالكلِمَاتِ

أيُطرِبُكُم من جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ

يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي

ولو تَزْجُرونَ الطَّيرَ يوماً عَلِمتُمُ

بما تحتَه مِن عَثرَة وشَتاتِ

سقى اللهُ في بَطنِ الجزِيرة أَعْظُماً

يَعِزُّ عليها أن تلينَ قَناتِي

حَفِظْنَ وِدادِي في البِلى وحَفِظتُه

لهُنّ بقلبٍ دائمِ الحَسَراتِ

وفاخَرْت أَهلَ الغَرْبِ والشرقُ مُطْرِقٌ

حَياءً بتلكَ الأَعْظُمِ النَّخِراتِ

أرى كلَّ يومٍ بالجَرائِدِ مَزلَقاً

مِنَ القبرِ يدنينِي بغيرِ أناة

وأسمَعُ للكُتّابِ في مِصرَ ضَجّة

فاعلَمُ أنّ الصَّائحِين نُعاتي

أَيهجُرنِي قومِي عفا الله عنهمُ

إلى لغة لم تتصلِ برواة

سَرَتْ لُوثَة الإفرَنجِ فيها كمَا سَرَى

لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فجاءَتْ كثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رقعة

مشكَّلة َ الأَلوانِ مُختلفاتِ

إلى مَعشَرِ الكُتّابِ والجَمعُ حافِلٌ

بَسَطْتُ رجائِي بَعدَ بَسْطِ شَكاتِي

فإمّا حَياة تبعثُ المَيْتَ في البِلى

وتُنبِتُ في تلك الرُّمُوسِ رُفاتي

وإمّا مَمات لا قيامَة بعدهُ

ممات لَعَمرِي لم يقس بمماتِ.

قائمة المراجع:

1. السيد ايهاب علي السيد علي السيوفي. همية اللغة العربية ودورها في الحفاظ علي القرآن الكريم. 14 أكتوبر 2016. الرابط:

2. راغب السرجاني. اللغة العربية والقرآن. 03. 05. 2016. http://iswy.co/e1739d

3. عصام زيدان. فضل اللغة العربية في القرآن والسنة وآثار السلف. مجلة البيان. العدد : 390 تاريخ 9/30/2019 .

4. غادة الحلايقة. ما هي اللغة العربية؟  https://mawdoo3.com/ما_هي_اللغة_العربية

5. وجيه فانوس. نحو خيارات ل“العربية“ في مجالات الحوار الثقافي العالمي. مجلة العربي. العدد 685، ديسمبر 2015 م

Zine Ben Othmane

الدكتور الزين بن عثمان

مترجم و أستاذ محاضر أ، جامعة الجزائر     

Leave a Reply

Ваша адреса е-поште неће бити објављена. Неопходна поља су означена *